——————————————-
عندما تتحرك الدول قهريا في مساحات الأمن القومي في ظل إنعدام خيارات السياسة يكون الهدف هو تحرك جزئي عنيف لصناعة طاولة سياسية - أمنية بهدف ترتيب ما عجزت السياسة أن تفعله منفردة :
📌لم يكن لدى إيران خيارا أفضل من ضرب محدود لمن تصفهم بأعداء إرهابيين داخل الأراضي الباكستانية، وهذا كان متوقعا من قبل المؤسسة العميقة في باكستان.
📌لم يكن لدى باكستان خيارا سوى أن ترد بذات المنطق وذات السقف وذات المصطلحات وتضرب داخل الأراضي الإيرانية من تسميهم أعداء إرهابيين، والمؤسسة العميقة في إيران كانت تتوقع وتعرف أن باكستان ستفعل ذلك.
📌بعد ذلك إنتهى دور المحدد الأمني والعسكري في تحريك قهري للمياه الراكعة في هذه المنطقة المعقدة جدا أمنيا وعرقيا وتاريخيا، والآن ما يجري هو تقدم رجال السياسة إلى واجهة المشهد وتراجع رجال العسكر إلى الصفوف الخلفية.
الوضع السياسي الآن في طهران وباكستان تتحرك وفق 3 محددات :
1️⃣ الإدانة بالصوت العالي للطرف الآخر وما قام به، واعلان جهوزية عسكرية كاملة كعامل ردع، وختم كل شيء بأن لا أحد يريد التصعيد والكل يريد تهدئة واستثمار إيجابي لما جرى.
2️⃣ البدء بعملية هضم ما جرى من ضربات وضربات مضادة، وبداية تصريحات تعول على المشتركات ولا تستنفر الخلافات ولو أنها تحافظ على الاستثمار في جانب من هذه الخلافات وبسقف مدروس لتحقيق مكتسبات إضافية على طاولة السياسة.
3️⃣ الدفع تدريجيا باتجاه طاولة حوار سياسي عميق يكون لبه القضايا الأمنية، وهواجس البلدين الراهنة في ظل سياق إقليمي معقد ومرشح للانفلات أمنيا دون روادع حقيقية .
ما هى التحديات التي تواجه إيران وإسلام أباد في عبور التصعيد نحو تهدئة وترتيب المشهد :
📌الأصوات المتشددة في كلا البلدين والتي ترتفع الآن ضمن بيئة خصبة مناسبة لهكذا مواقف.
📌البعد الداخلي شعبيا الذي يتأثر بسرعة بمصطلحات من قبيل السيادة الوطنية، والانتقام، وكل ما يدغدغ العواطف دينيا ومذهبيا وتاريخيا وعرقيا وإجتماعيا.
📌المنطقة الحدودية بين البلدين وداخل البلدين تعتبر بيئة حاضنة للكثير من الخلافات أكثر منها بيئة مناسبة لتعويم المشتركات.
عبد القادر فايز
صحفي مختص في الدراسات الإيرانية
تعليقات
إرسال تعليق