القائمة الرئيسية

الصفحات

‏هل تغير المسيرات الإيرانية مسار الحرب في السودان ؟؟


‏هل تغير المسيرات الإيرانية مسار الحرب في السودان ؟؟



لا طبعاً..


يبدو من التسريبات أن هذه المسيرات قد وصلت منذ مدة للجيش السوداني ، وهي محصورة ومعروفة بالعدد و معروف أين تنتشر ..
هناك مخابرات غربية تعمل داخل الاراضي السودانية أو أن هناك جواسيس تم زرعهم داخل الجيش السوداني فيرفعون التقارير لتلك الجهات ..


وتقرير بلومبيرج يرجح بداية التعاون بين الجيش السوداني وإيران منذ ايام الإنقلاب ولكن ما نشرته يعكس التطور الأخير في العلاقة بين البلدين ، وهذه المسيرات وصلت للسودان قبل سقوط مدينة ود مدني ولكن كانت هناك تعقيدات قللت من فاعليتها ..



هذه المسيرات تصبح فاعلة لو كان للدعم السريع مراكز قيادة أو تحصينات أو مصانع ومطارات ، ولكن الدعم السريع لا يملك بنية تحتية بهذا الشكل وقواته تتحرك في مجموعات صغيرة وتناور وتغير مناطق إنتشارها حسب ظروف المعركة ، وبذلك تصبح عملية تعقبها معقدة فنياً ومكلفة في نفس الوقت ..



الأمر الآخر أن ميدان المعركة كبير في السودان ورقعة المعارك توسعت بشكل أدى لتقلص قدرة الجيش على موازاة طريقة الدعم السريع في الحرب ولذلك إقتصر إستخدام هذه المسيرات على العاصمة الخرطوم فقط ، ولكن الخرطوم نفسها سوف تصبح هدف ثانوي إذا قرر الدعم السريع مطاردة قيادة الجيش في مدينة بورتسودان ، الخرطوم الآن هي مدينة مدمرة ولا توجد بها بنية تحتية وليس بها مرافق حكومية أو خدمية ولا أعتقد أنها تمثل فارقاً في الميزان العسكري إذا انتقلت العاصمة إلى بورتسودان .


ويجب أن نشير أنه وبعد تسعة اشهر من الحرب تمكن الدعم السريع من إكتساب خبرة في مواجهة سلاح الجو السوداني ، ودرب أفراده على التصدى لسلاح الطيران ، وبالفعل قام الدعم السريع قبل اسبوعين بإسقاط مسيرة إيرانية في منطقة شرق النيل ..



طيب وماذا عن التداعيات ؟؟


كشف التدخل الإيراني في الحرب السودان بواسطة مصدر غربي يعطي الدعم السريع المزيد من القبول الدولي وبأنه أحد مفاتيح الحل في أمن البحر الأحمر ، وكذلك يجعل الدول العربية مثل السعودية والبحرين التخلي عن الحذر في التعامل المباشر مع الدعم السريع عن طريق فتح قنوات دبلوماسية معه أقلاها إفتتاح مكاتب تمثيل في هذه الدول .



وأيضاً ربما يعيد العالم قراءاته لملف الجيش السوداني تحت قيادة الفريق البرهان لأنه تحول إلى مليشيا إيرانية تهدد الأمن الإقليمي كما تفعل جماعة الحوثي في اليمن ، وتزداد هذه المخاوف إذا علمنا أن الجيش السوداني نقل مقر قيادته لمدينة بورتسودان والتي تطل على البحر الأحمر . وكلنا نعلم أن تنظيم الإخوان المسلمين بقيادة علي كرتي يسعى لخلط الأوراق وتدويل الحرب السودانية عن طريق دعوة لاعبين آخرين مثل إيران ، وليس من المستبعد أن تتم دعوة الجماعات الجهادية المتطرفة للمشاركة في الحرب ضد الدعم السريع ..



أنا اتوقع المزيد من العزلة الدولية لنظام البرهان ، وأتوقع كذلك المزيد من العقوبات الإقتصادية ، ولا ننسى أن الدعم السريع عندما إحتل مدينة ود مدني قطع الموارد المالية والبشرية عن حكومة الشرق.


وحرب الموارد المالية بدأت تطل بعد إعتقال الشيخ عبد الباسط حمزة في مصر ومصادرة أمواله ، وهذه خطوة تعني الكثير وهي أن Money haven لم تعد آمنة بالنسبة لأموال الإخوان خارج السودان ..


وهناك أموال عبور نفط حكومة دولة جنوب السودان ، وهي المتنفس الوحيد لنظام البرهان لكي يشتري السلاح والمسيرات ..


لكن هناك اسباب براغماتية وسياسية تمنع قائد الدعم السريع من إغلاق هذا البلف من بينها علاقته الجيدة مع سلفاكير ، ومن بين الأسباب الضغط الدولي لضمان تدفق النفط لأن توقف صادر النفط يعني خلق أزمة إقتصادية في دولة جنوب السودان ...

وهذه أزمة لا يريدها العالم في هذا التوقيت .


بشري علي✍🏽

تعليقات

التنقل السريع