القائمة الرئيسية

الصفحات

ياسر الفادني يكتب .... نعمل إيه ؟ .... ما الباقي باقي !

 



ياسر الفادني يكتب ....


نعمل إيه ؟ .... ما الباقي باقي !


رحل أعظم من كتب الشعر الغنائي السوداني ، رحل متفتح القريحة النسجية لدرر ومفردات الغناء السوداني الأصيل ، الشاعر الراحل المقيم فينا أستاذنا المبدع الصادق الياس عن عمر ناهز الثمانين عاما ، كلها كانت إبداعا في ابداع،  بدأ بخضرة الجريف وطعم اللوبيا وتوسط بي (حب الناس يحبوك) وختمها بي الداير العبادة ... أمن بالارادة) انها إرادة الله أن فارقنا ( صاحب أغرب رسائل) إلي مثواه الأخير


الشاعر الصادق الياس يعتبر من الجيل الماسي الذي ركب صهوة جواد  كلمات الأغنية السودانية الجميلة ، لايستعمل التراكيب اللفظية المعقدة كما كان بسيطا في حياته استعمل بحر البسيط العامي ، الكلمة عندما يكتبها تخرج منه بصدق العاطفة الجياشة رجل عشق المفردة اليانعة والجملة المعبرة والمعني الأخاذ ، مدرسته هي خليط مابين الرومانسية الأنيقة و التقليد الذي تلمس فيه التجديد الغير مخل والقيثارة التي لا تسكت من الابداع  والشجو الخرافي العميق


الراحل المقيم عاصر عمالقة الفن السوداني الخالص ، كانت بدايته مع الراحل المقيم صاحب الحنجرة التي لا تكرر أبدا ،(الجابري) وكانت عربون الصداقة الفنية هي  (الجريف واللوبيا) ثم إنهمر الجمال وتفرد الألق الفريد في( من طرف الحبيب جات أغرب رسائل) وغيرها من خلية نحل الجابري التي سالت عسلا غنائيا مصفي ، اهدي ابراهيم عوض اغنية (وشاية ) و(المقادير) ، (وسكة شوق)  و(ياحياري) و(حب الناس يحبوك) و(جيتنا من وين؟ ياهنا ) للأمين عبدالغفار، أجمل ما كتب شاعرنا الياس أغنية (شوف عيني الحبيب بحشمة لابس التوب) وتعتبر هذه الأغنية اعذب ماغني الفنان( علي ابراهيم اللحو) وغني له الكثيرون منهم علي سبيل المثال لا الحصر زكي عبدالكريم ، والطيب عبد الله وخوجلي عثمان وندي القلعة، 

الراحل المقيم الصادق الياس توشح بالمدرسة الصوفية في النظم الشعري كيف لا ؟ وهو الذي كان أساس تعليمه القران الكريم عندما بعثه والده طالبا في احدي الخلاوي مدائحه التي رواها تشبه إلي حد كبير مدرسة حاج البرعي اليمني والبرعي السوداني وصاحب البردة الشهيرة ، كان عاشقا لزيارة الحبيب المصطفي ويدعوا الفضيلة  وهذا من عبر عنه في مدائحه التي أذكر بعضا منها ، (كتر من دعاكا والصلاة في ميعادا ) ، وله مدحة مشهورة هي( أرض الحجاز فيك مكة)  التي مدحها  عصام محمد نور


ودعنا .... قامة شعرية سامقة ترسخت فنيا في مكان سامي وعظيم ، ودعنا رجل لم يكتب إلا الجمال العذب شعرا ولم ينطق إلا  دررا خالدة سوف تظل هكذا راسخة في الوجدان ، له الرحمة والمغفرة .

تعليقات

التنقل السريع