القائمة الرئيسية

الصفحات

إعلان القاهرة المرتقب .. هل سيحل الأزمة؟



_____________________________

يتابع السودانيون باهتمام بالغ تقلبات المشهد وهم في انتظار وضع حد للازمة السياسية الراهنة، وما بين السودان ومصر ثمة شيء ما يتخلق، وانخرط المشاركون في ورش القاهرة لليوم الرابع في حوار سوداني ــ سوداني بدعوة من الإدارة المصرية. وينتظر ان تختتم بعد غدٍ (الاربعاء).

(1)

ويشارك في ورش القاهرة اكثر من (٧٤) سياسياً يمثلون تيارات واحزاباً سياسية في حوار شهد في بداياته تطوافاً على الازمة ومسبباتها، ثم تشكيل لجان تعكف على إخراج (نتاج) المتحاورين من افكار ورؤى قد يتمخض عنها اعلان سياسي لطرحه في الخرطوم.

واتفق المشاركون مساء الجمعة الماضية على تشكيل لجان جاءت برئاسة مني اركو مناوي للجنة قضايا السلام، فيما يترأس لجنة قضايا الشرق الناظر محمد الأمين ترك، اما لجان القضايا الدستورية فقد جاءت مقسمة، حيث سمي نبيل اديب رئيساً للجنة مبررات عدم اصدار الوثيقة الجديدة، ومحمد سيد أحمد الجاكومي لرئاسة لجنة التعديلات المطلوبة للوثيقة، فيما آلت قيادة لجنة المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية للبروف حيدر الصافي والاصلاح المؤسسي للأستاذة نهى النقر.

فيما تقلد علي عسكوري قيادة لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م، وجعفر الميرغني للجنة برنامج الفترة الانتقالية، ود. التيجاني السيسي للجنة هياكل الفترة الانتقالية، وهشام نضال لقضايا الشباب، ومبارك الفاضل للجنة الصياغة، ولجنة الاعلام لعبد العزيز عشر، وفور تسمية رؤساء اللجان انخرطوا في نقاشات مستفيضة.

(2)

وكانت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي قد رفضت المشاركة في دعوة مصر مفضلة انخراطها في العملية السياسية الجارية التي اختتمت مساء الجمعة بورش سلام جوبا.

ورغم العلاقات التي جمعت بعض مكونات الحرية والتغيير مع مصر وذلك باستضافتها في يوليو ٢٠١٩م اجتماعات لقوى نداء السودان ما بين الحرية والتغيير والجبهة الثورية، الا أن قوى الائتلاف لم تبدِ آراءً ايجابية حول دعوة القاهرة.

وفي المقابل فإن المنخرطين في ورش ارض الكنانة فإن عمودها الفقري الكتلة الديمقراطية ومكونات اخرى رافضة للاتفاق الإطاري، حيث شاركت بكل أطرافها بقيادة مناوي وجبريل وترك ومشاركة كتل اخرى على غرار مبارك الفاضل ود. التيجاني السيسي.

ويواجه الإطاري أزمة حقيقية تتمثل في عدم قبوله من تيار واسع، وهو ما جعل المكون العسكري في وضع معقد، حيث ظل يميل في تصريحات قادته الى اطلاق إشارات تنبئ بعدم قبولهم العملية السياسية بشكلها الحالي. ولعل تصريحات رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان في خطابه بكبوشية قبل يومين قد كشفت ذلك، وآخرها تصريحات عضو مجلس السيادة الفريق اول ركن شمس الدين الكباشي في خطابه في كادوقلي أمس، حينما قال: (القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري غير كافية لتحقيق الاستقرار، ولن نمضي في اتفاق لا يجمع قدراً معقولاً ومقبولاً من القوى السياسية)، وهو ما جعل منصة القاهرة ــ بحسب محللين ــ بمثابة ترميم للاطاري والإضافة إليه.

(2)

ويذهب الخبير والمحلل السياسي الكباشي البكري قائلاً: (ليس بالضرورة ان يكون ما يقام الآن من ورش للحوار السوداني ــ السوداني في القاهرة مدلولات مباشرة على المشهد السياسي السوداني المتأزم، وذلك من خلال مدخلين رئيسيين.

المدخل الأول: ما تمثله مصر من أدوار مفتاحية ومؤثرة في الواقع السياسي السوداني، فأدوار القاهرة في المشهد السوداني معروفة، وعادة ما تلتقط القاهرة الإشارات الدولية وتحدد الصورة والرؤية في الخرطوم.

المدخل الثاني: ما تشكله القوى السياسية من المكونات السودانية صاحبة المصلحة المشاركة في هذا الحوار، فقوى سياسية مثل حركتي مناوي وجبريل كأطراف في عملية سلام جوبا ومكون شرق السودان بزعامة الناظر ترك، فإن هذه المكونات هم من اصحاب القضايا الجوهرية والاساسية التي كانت من أكبر معضلات الفترة الانتقالية. وتتكامل كل هذه المؤشرات مع غيرها لتشكل ملمح الواقع السياسي والكتل السياسة التي تتشكل وتتبلور قضاياها في مسار التحول الديمقراطي، فهي قضايا قد لا يكون الفصل فيها الا للتوافق الوطني العريض وقبول ابناء السودان جميعاً لبعضهم البعض).
وكشفت مصادر متطابقة لـ (الانتباهة) عن اعلان سياسي سيتم الاعلان عنه بعد غدٍ الأربعاء بالقاهرة، ثم اعلان المكونات السياسية بالخرطوم للاطلاع عليه وابداء الملاحظات.

وأثارت تحركات القاهرة جدلاً واسعاً بالخرطوم، حيث تسببت في تأزم المشهد رغم توقعات المراقبين بأن تسهم في احداث حالة توازن في الملعب السياسي قد تسهم لاحقاً في دمج جميع الاطروحات السياسية وبلورة حل شامل.

تعليقات

التنقل السريع