تتابع الأحداث المؤلمة ونتائجها الكارثية، في نهاية وبداية كل عام على نسق:"أن المصائب لاتأتي فرادى" أمر جد عظيم ومدهش ويثير عدة تساؤلات، أحداث محلية بليل بولاية جنوب دارفور وأحداث سـوق مرين بمدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور سيطرت على المشهد الكلي لميكانيكية الأحداث وتراجيديا الواقع المر الذي تعيشه دارفور سـواء أكان بفعل فاعل أو بتدبير من رب الفاعل وتقديره لسير سنته على أرض دارفور..
ماحدث لأهل محلية بليل من قتل وتشريد وحرق للقرى والقضاء على ما انتجوه من زرع وثمار وتحويله إلى رماد وفقد المأوى والزاد، أشياء قبيحة ظلت عالقة في أذهان المتلقيين، رفضها كل من في نفسه ذرة إنسانية..
إهتمام نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ووقوفه ميدانياً على طبيعة المشهد المعقد على رأس وفد أمني وسيادي وإستماعه لرواية الضحايا والمنكوبين أنفسهم يؤكد شيئين الأول من منطلق كل راع مسؤول عن رعيته، بتجرد الرجل من بهرج السلطة إلى بشتنة الأزمة لتقاسم مآسي الحرب مع المنكوبين شق بشق، نعم وعد دقلو بألا عودة للمكاتب والكراسي الوثيرة قبل حل المشكلة، والثاني هو إهتمام نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو بنصب خيمته في منطقة اموري بمحلية بليل بولاية جنوب دارفور منذ وصوله للمنطقة يوم الخميس الماضي، برفقة عضو مجلس السيادة د.الهادي ادريس وذلك بغرض المتابعة الميدانية للأوضاع بمناطق تقلا وفاشا وحميضة وأم ترينا وأم سيالة واربعاء جميزة وفج الحلا وقشطير وغبشة التي تعرضت لإعتداءات من قبل مجموعات متفلتة، هذه المجموعات التي تلاحقها القوات الأمنية للقبض عليهم ورد الحقوق المسلوبة لأهلها..
وجود حميدتي وأركان حربه في العراء وهم بين فعل الرياح وأكوام الرماد مع المواطن المغلوب تجعل منه الشخص المنقذ رغم تعقيد الظروف وضبابية المشهد..
لم يكتف نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي بتلك المجهودات فقط بل يضع المتضررين من الأحداث في زالنجي نصب أعينه، فربما قد تكون تلك المحطة الثانية له قبل العودة إلى الخرطوم..
وبعد نجاح المهمة يتطلب من حميدتي أشياء لابد منها وهي أن يشرف بنفسه على مايجري من عمل للجان التحقيق والسلطات المعنية بغية الوصول لنتائج وأن يجعل عملية محاكمة ومحاسبة المتورطين علانية ليكونوا عبرة وموعظة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المواطن والوطن..
أن تتم محاسبة كل تثبت في حقه تهمة المشاركة أو القيام بعمل إجرامي في تلك الأحداث حتى لا يتكرر هذا السيناريو السيء.
تعليقات
إرسال تعليق