تتسارع الخطى وتتعالى الأنفاس وتتحشرج الأصوات( فالخطر القادم) أصبح واقعآ نعيشه.نكتب نعلق نتحدث بعلو الصوت ،نناقش اهل الخبرة والإختصاص والرأى السديد ،ننظم حملات التوعية ،ندعو لتضافر الجهود علنا نجد مخرجآ آمنآ.
لم تات العبارات اعلاه من فراغ ولكن أصبحنا نعيش واقعآ مؤلمآ من إنتشار المخدرات بكل أسمائها وأشكالها وأنواعها المستوردة ( لا ادرى كيف دخلت تحت مراى ومسمع الدولة التى نبحث عن إستقرارها) واحيانآ تعدل كيمياء تركيبها محليآ والمحورة والمعدلة ولنا فى هذا باع طويل( خبراء الجرائم) .إضافة الى المنتج المحلى (الذى يزرع فى أراضى خصبة تحتاج ان تزينها سنابل القمح والذرة والدخن وسمسم القضارف والزول صغير ماعارف).
نعم إنتشرت المخدرات وأصبحت المهدد رغم واحد فى بلادى. لم ولن يغمض لنا جفن حتى نرى بلادنا خالية من هكذا مدمرات وراجمات ومهددات لشباب وشابات المستقبل. شاركت مجموعة من إعلامى بلادى العام الماضى ( وكنت مشاركة ضمن المجموعة) فى دورة تدريبية متقدمة نعم متقدمة فقد بحثت وحللت تلك المجموعة التى تلقت جرعات قوية متقدمة من التدريب .
كان مقترح موضوع بحث المجموعة مناقشة إنتشار مخدر الإيس كريستال او( الشبو الإسم المرادف له) بإعتباره حديث الدخول للسودان عبر حدوده وموانئه الجوية والبحرية. خرجت المجموعة بثلاث سيناريوهات فى تعاطيها مع موضوع البحث وقدمت مقترحات حلول للقضية فكان السيناريو الاول ان يزيد إنتشار الإيس كريستال وترتفع نسبة تعاطيه وسط الشباب رغم إرتفاع ثمنه والباهظ حيث كان محصورآ فقط وسط طبقة الأثرياء .
ويجئ السيناريو الثانى بان تظل معدلات الإنتشار كما هى وذلك لتوقع المجموعة بإزياد الوعى وسط المجتمع بخطورة الإيس كريستال بجانب حملات المكافحة .اما السيناريو الثالث فكان ان تنخفض نسبة الإنتشار رغم ضعف توقع هذا السيناريو الا ان السيناريو الاول تسيد الموقف .
اصبح الإيس كريستال واسع الإنتشار بصورة أصابت كل الأسر بالذعر والخوف والقلق ( ليس قلقآ أمميآ كما تظن الأمم المتحدة بإبداء قلقها تجاه قضايا العالم الثالث).
إنتبهوا ياقوم ...إنتبهوا ياهؤلاء فقد أصبحت المخدرات فى كل بيت .نعم فى كل بيت تعاطيآ وتوزيعآ وترويجآ وأضعف الإيمان تصفحآ على وسائل التواصل الإجتماعى...تتسابق كثير من الجهات فى تنظيم الحملات التوعوية بخطورة هذه المخدرات ولعل حملة ( ألحق ولدك) ليست ببعيدة عن الأذهان ...نقولها بالصوت العالى ( ألحق نفسك قبل ولدك فالمخدرات فى دارك ) نعم وسط الحسان اللائى تغنى لهن فنانى بلادى ونظم الشعراء اجمل القصائد ( سال من شعرها الذهب فتدلى وماإنسكب ) و(السمحه ياستهم ) و(بدور القلعة وجوهرها) وغيرها من روائع الشعر السودانى.
يحزننى جدآ ان تشارك بعض من بنات السودان (وطنى العزيز ) فى الترويج لهذا المدمر القاتل الصامت ...تراجع دور مؤسسات التعليم عن دورها فى التربية قبل التعليم يقصم الظهر. تجاهل الأسر لمراقبة أبنائها وبناتها يرفع مؤشر الخطر لأعلى درجاته ..تتكامل الادوار البيت...الحى ... المجتمع الصغير ...لبحث القضية والخروج من النفق المظلم القاتل والذى يسكنه عدو خفى سمحنا بوجوده بيننا برضانا ومن حر مالنا ...المخدرات تباع وتشترى لاتوزع بالمجان.
نسلط الضوء نبحث عن مخرج قد يساعد الدولة فى تفعيل القوانين الرادعة لهؤلاء القتلة مدمرى الإقتصاد الوطنى عبر شريحة الشباب عصب الدولة .
دعونا نواصل طرقنا المستمر ليل بنهار ....قطرة الماء قد تكسر الصخر يومآ ما إذا إستمرت فى سقوطها عليه .
دعونا نعزز قيمة الوازع الدينى فينا ونجعل من المخدرات خطرآ يهدد النفس التى حرم الله قتلها ( والمخدرات واحدة من اسباب جرائم القتل) .
دعونا نجعل منها قضية الدولة فهى تهدد الأمن القومى لا الشباب فقط ...السودان لم يكن دولة عبور ولم يكن معبرآ بسبب موقعه الجغرافى والإستراتيجى فقد اصبح دولة منشأ للمخدرات ومقرآ لجماعات تسللت من دولها لتمارس هكذا جرائم تحت غطاء الإستثمار وغيره من الأنشطة غير المعروفة.
تعليقات
إرسال تعليق