وقّعت قوى سياسية وحركات مسلحة وقوى مهنية، اتفاقاً إطارياً مع المؤسسة العسكرية يمثلها الفريق أول البرهان القائد العام للقوات المسلحة، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، وهذا الاتفاق استفادت منه أربع مجموعات، هي الفريق أول البرهان، والفريق أول محمد حمدان دقلو، والسيد فولكر، والرباعية، وبصفة خاصة أمريكا والإمارات العربية المتحدة، وخسر من هذا الاتفاق:
١/ الشعب السوداني، لأن الاتفاق قام دون إجماع أو تراض وطني، وبضغط شديد من بعض دول المجتمع الدولي، وهو يقوم على مشروع يُدمِّر كثيراً من ثوابت الأمة، ويُمهِّد لقيام دولة يُسيطر عليها الاستعمار، وتُنفذ كثيرا مما يخالف قيم الشعب السوداني، ويؤسس لمشروع استعماري حديث بطريقة ناعمة، ويدفع فيه السودان كثيراً من فواتير ناشطين.
٢/ الحرية والتغيير المركزي والتي وقّعت اتفاقاً فقدت بعضاً من عضويتها، وتقسّمت إلى أحزاب، ووقّع كل حزب منفصل عن الآخر، مما يدل على أنه ليست هنالك مشتركات بينهم، وكذلك ستزيد الانشقاقات بينهم في حال التوقيع النهائي وعند توزيع مغانم السلطة، وخاصةً أنّه لا مشتركات فكرية، حيث هي خلطة يمين ويسار ووسط وحركات مسلحة، والمشروع أغلب بنوده أجنبية، يختلف معها الكثير، وخاصةً قواعد بعض القوى السياسية القائمة على مشروع وطني وإسلامي، والمشروع المطلوب تنفيذه علماني أجنبي.
٣/ بعض دول الإقليم والعالم التي لها علاقات قوية مع السودان اقتصادية أو تاريخية أو فكرية.
٤/ المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية مباشرة عبر المشروع أو غير مباشرة عبر الانتقام، لأن تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م يعني بالدرجة الأولى المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وبعض المفسدين الطفيليين من القديم والجديد.
٥/ بعض من المجموعات الأهلية والطرق الصوفية التي استفادت من النظام السابق.
٦/ بعض الأحزاب والقوى السياسية التي كانت مُستفيدة من النظام السابق بدون قواعد شعبية حزبية أو قبلية أو دينية.
٧/ بعض من تنظيمات نقابية أو مهنية أو فئوية.
٨/ رأسمالية طفيلية تعيش مع كل نظام.
٩/حركات مسلحة وقّعت على اتفاق جوبا واتفاقيات أخرى دون أن يكون لها وجود عسكري أو شعبي أو سند جماهيري أو قبلي.
١٠/ مجموعات شبابية وطلابية ومرأة عاشت على النظام السابق.
١١/ مجموعات زلنطحية ركبت موجة الثورة ولا وجود لها نضالاً ولا جماهيرياً.
١٢/ بعض الأحزاب ركبت قطار الثورة في المحطة الأخيرة دون تذاكر أقصاها الاتفاق.
هؤلاء جميعاً خاسرون ولو مؤقتاً.
كيف ينجح الاتفاق الإطاري ويتحوّل إلى نهائي ويُطبّق علي الأرض.. ننظر في ذلك في المقال القادم.
تعليقات
إرسال تعليق