26 ديسمبر 2022
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في إعادة صياغة النظام الدولي الاقتصادي وإفقاد الدولار الأمريكي جزءاً من بريقه، بسبب تفكير بعض حلفاء الولايات المتحدة في استخدام عملات بديلة، وفقاً لمجلة أمريكية.
نشرت "ناشونال إنترست" أن هذه الحرب قسمت العالم إلى ثلاثة معسكرات، واحد بقيادة #أمريكا وحلف الناتو، وآخر بقيادة #روسيا و #الصين، وثالث يقع بين المعسكرين ويضم الدول التي فضّلت الحياد.
والكثير من الدول المحايدة رفضت الانخراط في العقوبات رغم أنها حليفة لـ #واشنطن، لكنها ليست على عداء أو خصومة مع روسيا والصين، حيث تدرك هذه الدول أنها غير قادرة على معاقبة الروس في وقت يحتدم فيه التنافس بين الدول على الموارد الشحيحة، لا سيما وأن روسيا تمتلك أكبر قدر من الموارد، بينما الصين هي صاحبة ثاني أكبر اقتصاد وأكبر مالك للاحتياطيات الأجنبية في العالم.
ودون أن تسمي المجلة تلك الدول، قالت إن المصالح الذاتية لها في الصراع الروسي الأوكراني هي التي تملي عليها سياساتها، بعيداً عن ثنائية الديمقراطية والاستبداد، وبعبارة أخرى، فإن سياسات هذه الدول لا ولن تتقاطع بالضرورة مع سياسات الولايات المتحدة.
وعدد من هذه الدول لم تكن راضية عن "القطب الواحد" الذي انفردت به أمريكا منذ نهاية حقبة ما بعد الحرب الباردة، وهو ما يقود إلى "تعددية الأقطاب" التي تخلق نظاماً تستأثر فيه بعض الدول بالنفوذ الأكبر على الصعيد الدولي في سبيل تحقيق مصالحها الذاتية، بينما تعددية الأطراف في العلاقات الدولية تشير إلى تحالف بين عدة دول تسعى لهدف مشترك.
إضعاف المكانة الأمريكية
تقول المجلة إن الصين تتقدم غيرها من الدول عن طريق دعم المنظمات الدولية، مثل منظمة شنغهاي للتعاون -أكبر منظمة سياسية واقتصادية وأمنية إقليمية في العالم- ومجموعة البريكس (التي تضم 5 اقتصادات ناشئة رائدة كـ #البرازيل وروسيا و #الهند وجنوب أفريقيا).
وتسعى هاتان المنظمتان لإيجاد بدائل لصندوق #النقد_الدولي و #البنك_الدولي -اللذين يهيمن عليهما الغرب- عبر مؤسسات مثل بنك التنمية الجديد، وفقاً للمجلة، كما تعملان على تعزيز نفوذها بقبول دول جديدة، مثل #الجزائر و #مصر و #تركيا و #السعودية و #الأرجنتين و #إيران.
وحسب مقال ناشونال إنترست، فإن العنصر المحوري في هذه التطورات هو محاولة إضعاف الدولار الأمريكي، كمقدمة لإضعاف مكانة الولايات المتحدة في العالم بشكل عام، مشيرةً إلى بدء عدد من الدول في استبدال الدولار حالياً بالعملات الوطنية في المعاملات التجارية.
وهناك أمثلة لمحاولات بعض الدول إيجاد بدائل للدولار الأمريكي في معاملاتها الدولية، إذ تبنت روسيا اليوان الصيني كعملة احتياطية، وتبعتها إيران باستخدام الروبل الروسي في تجارتها مع روسيا، وبدأت #الإمارات في إصدار سندات بالدرهم، كما تقوم مصر بمقايضات ثنائية للعملات مع الصين.
وتكمن جاذبية الدولار الأمريكي عالمياً -بشكل جزئي- في قوة الولايات المتحدة الجيوسياسية والاقتصادية، وحيويتها، إلا أن هذه الجاذبية بدأت تفقد بعضاً من بريقها، حسب وصف المجلة الأمريكية.
وتختم المجلة مقالها بأن من المنطقي أن يصبح اليوان الصيني بديلاً عن الدولار الأمريكي في عالم "متعدد الأقطاب" في غضون سنوات، وليس خلال عقود أو قرون، كما تتوقع أن تطوراً كهذا سيوجه "ضربة قاسية" للاقتصاد الأمريكي ربما لا يتمكن من التعافي منها.
تعليقات
إرسال تعليق