القائمة الرئيسية

الصفحات

تصريحات نارية..أمجد فريد يتهم مجموعة "عابرة للتنظيمات" بتدمير قوى التغيير


قال الدكتور أمجد فريد مساعد كبير مستشاري رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك إن السبب الأساسي في احداث 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي هو أن العسكر يعتقدون أنهم “السلطة التأسيسية للمرحلة الانتقالية” ويمتلكون “شرعية الفصل في قضاياها وتحديد مسارها”، لافتًا إلى أنه “اعتقاد خاطئ غذاه ساسة الحرية والتغيير” مرارًا خلال فترة ما قبل الانقلاب بلجوئهم إلى الانتصار بالعسكر في الخلافات السياسية – على حد قوله.

حذر أمجد فريد من “التفاهمات السرية والتحالفات الانتهازية” مع العسكر وقال إنها ستقود إلى تكرار الكارثة
وأضاف فريد في تغريدة على صفحته بتويتر أن هذا المفهوم رسّخ طموحات العسكر الانقلابية للانفراد بالسلطة. وأوضح أن هذا المفهوم الذي وصفه بـ”المتخلف” يستند إلى السلطة السياسية، مشيرًا إلى مقولة (الحكم لمَن غلب)، وقال إن هذا مفهوم “دولة المماليك” الذين لم يجدوا ما يستمدون منه شرعية الحكم “غير الانتصار بالسلاح” – على حد قوله.

وزاد فريد أن السلطة “التأسيسية الحقيقية للانتقال” هي سلطة الجماهير التي أسقطت البشير، مشيرًا إلى تحولها نتيجة التنظيم السياسي من “مجرد قوة قاعدية ضاربة” إلى سلطة سياسية قادرة على ترجمة الفعل القاعدي إلى تغيير سياسي. وبيّن أن الأمر جاء نتيجة تكوين تحالف الحرية والتغيير الذي تطلب “تنازلات من كل الأطراف حينها”.

ولفت أمجد فريد إلى الخلافات التي عصفت بمكونات الحرية والتغيير بعد سقوط البشير، متهمًا هذه المكونات بالسعي إلى “تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية” خلال الفترة الانتقالية من دون النظر إلى أهداف هذه الفترة ومهامها “الإصلاحية” التي قال إنه كان يجب أن تتوحد حولها القوى السياسية كما توحدت حول شعار إسقاط البشير.

وبحسب الموظف السابق بمكتب رئيس الوزراء المستقبل عبدالله حمدوك، فقد أدى ذلك إلى تجميد حزب الأمة القومي لعضويته في التحالف لفترة وخروج الحزب الشيوعي لاحقًا من التحالف، كما أدى -وفقًا لفريد- إلى ترسيخ سيطرة من أسماهم “مجموعة الأفراد العابرة للتنظيمات” على اتجاه قرار التحالف بغض النظر عن أي أشكال تنظيمية، موضحًا أن هذه المجموعة عمدت إلى ترسيخ سلطتها وسيطرتها بتوسيع دائرة المشاركة “في حدود ما يضمن بقاءها”. وأضاف أن ذلك أدى إلى “تدمير تحالف قوى الحرية والتغيير ووجوده الجماهيري” تدريجيًا حتى لم تبقّ منه سوى “لافتة وشعار” – على حد تعبيره، لافتًا إلى أن التحالف قتلته “الذاتية وطموحات السلطة وقصر النظر”.

وأضاف فريد: “المدهش الآن أن هذه المجموعة لم تتعلم حتى الآن، درس النظر أبعد من أرنبة أنوفها لتعرف أن ارتباطها بالجماهير هو مصدر قوتها، وأن التفاهمات السرية والتحالفات الانتهازية مع العسكر ستؤدي بلا محالة إلى كارثة”، مشيرًا إلى ما حدث من انقلاب في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، موضحًا أنه “ظلّ يُطبخ على نار هادئة منذ أكتوبر 2020”.

وزاد أمجد فريد: “التفاوض السياسي ليس عيبًا ولا حرامًا، هو مثله مثل العمل الجماهيري، أحد أدوات العمل السياسي”، مستدركًا بأن “التفاوض السري” يجرّد القوى المدنية والديمقراطية من قوتها ويتيح الفرص للآخرين لمزيدٍ من “التلاعب بالعملية السياسية”. وتساءل مستنكرًا: “هل توجد ديمقراطية يتم الوصول إليها بالسر؟”

وأوضح أمجد فريد أن “التفاوض العلني المنظم والمسنود بأهداف واضحة ومعلنة ومحددة للجماهير” قد ينتهي باتفاق لتنفيذها أو تنفيذ ما يتحقق منها أو قد يفشل، ولكن “التفاوض السري” والمستند إلى “تفاهمات سرية وتحالفات شائهة” -على حد قوله- لن يخرج إلا بصفقة “سيئة وناتجة عن ضعف” بحكم ما افتقر إليه المفاوضون من دعم خلاله – وفقًا لفريد.

شدّد فريد على ضرورة التفاوض عبر “عملية سياسية معلنة ومنظمة ومتدرجة وذات أهداف مرتبطة بمطالب الجماهير”
وشدّد أمجد فريد على ضرورة التفاوض عبر “عملية سياسية معلنة ومنظمة ومتدرجة وذات أهداف مرتبطة بمطالب الجماهير”، مشيرًا إلى أن ما يجري في الخفاء ليس سوى “تكرار للكارثة وإعادة للفشل وصفقات مؤقتة سيستخدمها الانقلابيون في تسويق أنفسهم”.

تعليقات

التنقل السريع