قدم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان خطاب السودان امام اعمال الدورة 77 للجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك مساء اليوم وفيما يلي تورد نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس
السيدات والسادة أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي ورؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود.
ـ السيد الأمين العام للأمم المتحدة
ـ السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيبُ لي أن أتقدمَ إليكم السيد/ تشابا كوروشي بالتهئنة الصادقة على إنتخابِكم رئيساً للجمعية العامة للأُممِ المتحدة في دورتِها السابعةِ والسبعين متمنين لكم التوفيقَ والسداد، كما نُعرب عن تقديرِنا للجهودِ التي بذلهــا سلفُكم سعادة الوزير / عبدالله شاهد ـ رئيس الجمعيةِ العامة في دورتِها الماضية.
السيد الرئيس :
ونحن إذ نقدرُ عالياً شعار َ الجمعية العامة لهذه الدورة ونُثمِنُ مضامينُه ندعو لمزيدٍ من التضامن الدولي والعملِ المُشترك مُتعددِ الأطراف وتفعيلِ آليات التعاونِ الدولي لإيجادِ حلولٍ مُستدامة للتحديات العالمية وتقليل آثارهـــا السالبة على شعوبِ العالــمِ خاصةً في الدول الخارِجـــة من نزاعاتٍ وأقل البلدان نمواً.
السيد الرئيس :
يُسعدني أن أشاطرُكم بالتطورات السياسية في السودان وإلتزامنا بالعمل على تحقيق السلامِ وتعزيزِ آليات الإنتقال السلمي وصولاً لتحولٍ ديمقراطيٍ كاملٍ عبر إنتخاباتٍ عادلةٍ ونزيهةٍ وشفافةٍ بنهايةِ الفترة الإنتقالية إستشراقاً لحُكــمٍ مدنيٍ يُمثــلُ كافــة السودانييـن.
وفي إطارِ ذلك ولإتاحة كاملَ الفرصةِ للمدنيين للحوارِ والتشاورِ قررنا في بيانٍ للقواتِ المسلحةِ بتاريخ 4/7/2022م إنسحابَ المؤسسةِ العسكريةِ من الحوارِ وعدم المشاركة في السلطة لإفساحِ المجالِ أمامَ القوى السياسية والثورية المؤمنة بالتحول الديمقراطي لتشكيلِ حكومةٍ بقيادة مدنيةٍ من الكفاءاتِ الوطنيةِ المستقلةِ يشارك فيها الجميع عدا المؤتمر الوطني لإكمال مطلوبات الفترة الإنتقالية ، ونجددُ إلتزمانا بالتعاونِ مع بعثةِ الأممِ المتحدةِ المُتكاملةِ لدعمِ المرحلةِ الإنتقاليةِ في السودان وفقاً لمبادئ ميثاقِ الأمم المتحدة وولايتها المنصوصُ عليها في قرارِ تشكيلِها (قرار مجلس الأمن 2524 لعام 2020م) ومصفوفةُ مطلوباتِ دعمَ الإنتقالِ التي سلمها السودانُ للأممِ المتحدةِ، كما نُجددُ التأكيدَ على مواصلةِ التعاونِ مع قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونسفا) .
السيد الرئيس :
نؤكدُ أننا ننظرُ بإيجابيةٍ للمبادراتِ العديدةِ التي تعملُ علي تحقيقِ الوفاق الوطني في السودان خاصةً المُبادراتِ الوطنيةِ والتي تُجرى بشأنِها حِواراتٌ كثيفةٌ تُشاركُ فيها مُختلف القوى المدنية من أحزابٍ سياسيةٍ وقوىً شبابية ثورية وقيادات أهلية في المجتمعِ وطُرقْ صوفيةٌ ومنظماتُ مُجتمعٍ مدنيٍ والجماعاتُ الموقعةُ علي إتفاقية جوبا للسلام آملين أن تُثمر عن توافقٍ عريضٍ يُسهلُ عمليةَ الإنتقالِ الديمقراطي ويُفضي إلي إجراءِ إنتخاباتٍ نزيهةٍ وشفافة.
السيد الرئيس :
من أجلِ تحقيقِ الوفاقِ الوطني قدمنا كافةَ أشكالَ الدعمِ للآليةِ الثلاثيةِ التي تقــودها بعثــةُ يونتامس والإتحـــادُ الأفريقــيُ والهيئـــــةُ الحكوميةُ للتنميةِ (إيقاد)، ورغمَ ذلك الدعم إستغرقت وإستنزفت وقتاً ثميناً دون أن تُحققَ المطلوبَ منها، الأمرُ الذي عقّد مسارات حوارات التوافق الوطني .
السيد الرئيس :
إن جهودنا بعد ثورة ديسمبر المجيدة قد أثمرت أيضاً عن توقيعِ إتفاقيةِ جوبا للسلام والذي قَلّصَ النزاعَ في دارفور وحققَ الأمنَ والإستقرارَ في الإقليم، ومن هنا نناشدُ الإخوةَ عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور للإنضمامِ لركبِ السلام والعمل مع الجميع لبناء سودان المستقبل .
السيد الرئيس :
يشهدُ إقليم دارفور بعد تحقيق السلام والمصالحات المجتمعية إزديادَ مُعدلاتِ العودةِ الطوعيةِ للنازحين إلى مناطقهم. وفي إطارِ حماية المدنيين في إقليمِ دارفور تكونت المجموعةُ الأولى من القواتِ المُشتركة لتباشرَ عملها في حمايةِ المدنيين، وهنا نناشدُ المجتمعَ الدولي للعونِ والمساعدةِ في دفعِ جهودِ إستحقاقاتِ السلامِ بموجبِ إتفاق سلام جوبا.
السيد الرئيس :
رغم التحديات الوطنية المعروفة التى تعملُ بلادُنا على تجاوزها ظل السودانُ يلعبُ دوراً إيجابياً بنّاءاً وداعماً للسلامِ والإستقرارِ والتنميةِ في الإقليم من خــلالِ دورهِ الفعـال في تنفيذِ إتفاقية السلام المُنشطة في جمهورية جنوب السودان الشقيقة وكذلك التعاون مع الأشقاءِ في جمهورية الصومال، ولعبَ السودانُ دوراً بالتنسيقِ مع الإتحادِ الأفريقي للتوصلِ الى إتفاقيةِ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى الشقيقة، كما شاركَ السودانُ بفعاليةٍ في الإجتماعاتِ المعنيةِ بتعزيزِ السلامِ والأمنِ والتعاونِ في جمهورية الكنغو الديمقراطية، كما قاد السودانُ جهودَ تعزيزِ التنميةِ والتعاونِ بين الدولِ الأفريقيةِ في القرنِ الأفريقي وشرق أفريقيا من خلالِ رئاستهِ لقمة إيقاد، ويواصلُ السودانُ العملَ المُشترك مع الجارةِ الشقيقةِ تشاد لضبطِ الحدودِ بين البلدين ويحرصُ السودانُ على التنسيقِ والمُتابعةِ بين الأطرافِ المعنيةِ بشأن إستتبابِ الأمنِ في الجارةِ الشقيقةِ ليبيا .وقد بذل السودان جهداً كبيراً في مجال مكافحة الإرهاب والإتجار بالبشر والجريمة العابرة للحدود والجريمة المنظمة . وظل السودان يتعاون مع كافة الدول والمنظمات المعنية في هذا الصدد.
السيد الرئيس :
يبذلُ السودانُ جهوداً حثيثةً ومستمرةً لتحقيقِ أهداف التنمية المستدامة لإيمانه العميق بالمرامي التي تضمنتها الوثيقة الختامية لأجندة التنمية المستدامة للعام 2030م وفي هذا الصدد إعتمدت حكومةُ الفترة الإنتقالية الورقةَ الإستراتيجيةَ للحدِ من الفقرِ للأعوام 2021م ــ 2023م وفي شهر يوليو الماضي قدمَ السودانُ تقريره الطوعي للمرة الثانية، وبالطبع تتطلبُ هذه الجهود وقوفَ الاشقاء والأصدقاء وشركاءُ التنميةِ الدوليين مع السودان. ونؤكدُ من جديد إلتزامنا الجاد بتنفيذ خُطة عمل عام 2030م وخطة عمل أديس ابابا للتمويل من أجل تعافٍ أكثر مرونة وإستدامة.
السيد الرئيس :
تقف الديونُ الخارجيةُ حجر عثرةٍ أمام بلادي وتُحِدُ من جهودها في مواصلةِ تحقيقِ التنمية الإقتصادية والإجتماعية عبر تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وكما تعلمون فإن السودانَ كانَ قد تأهل للإستفادةِ من مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون (HIPC) وعليه فإننا نناشدُ المجتمعَ الدولي والدول الشقيقة والصديقة الوفاءَ بتعهداتِها التي إلتزمت بها في إجتماعي باريس 2020م وبرلين 2021م علماً أن السودانَ أكملَ كافةَ التشريعات المطلوبةِ للإستفادةِ من إعفاءِ الديون .
السيد الرئيس :
إن تصاعدَ أزمةِ إرتفاع أسعار الغذاءِ والطاقةِ يتطلبُ مزيداً من التعاونِ الدولي، وفي هذا السياق نؤكدُ أن السودانَ مؤهلٌ لتحقيقِ الأمنِ الغذائي على المستوى الإقليمي والدولي، وإننا ندعو من هذا المنبر الأمم المتحدة ووكالاتها المُتخصصة والمُنظمات الإقليمية والدول الصديقة والشقيقة للمساهمة في دعمِ جهود السودان لتحقيق ذلك عبر نقل التكنولوجيا الزراعية وبناء القُدرات ودعم مراكز البحوث الزراعية.
السيد الرئيس :
يستقبلُ السودانُ ملايين اللاجئين من الإخوةِ الأشقاء من مختلف أرجاء القارة عبر عقود من الزمن، ويفتحُ لهم أبوابه ويتشاركُ معهم مواردهُ القليلة ويقدمُ الحمايةَ رغم الظروفِ الإقتصاديةِ المعلومة ، ومع تفاقمِ آثارِ التغيراتِ المناخية والتناوبُ بين موجات الجفاف والفيضانات ونقص المُساعدات الإنسانية هناك واجبٌ جماعي لتقديم المساعدةَ ينبغي القيامُ به بقيادة وكالات الأمم المتحدة المعنية والدول المانحة والأشقاء والأصدقاء لعونِ ومساعدةِ المجتمعات التي تستضيفُ هؤلاء اللاجئين .
السيد الرئيس :
إن الأمرَ الذى يحتلُ الأولويةَ في إهتماماتِ السودان في مجالِ نزعِ السلاح، هو موضوعُ إنتشار الأسلحةِ الصغيرة والخفيفة. ويعاني السودانُ شأنه شأن العديد من بلدان العالم النامي من هذه الظاهرة الخطيرة حيث إرتبطَ ذلك في غالبِ الأحيان بأبعادٍ اجتماعيةٍ وإقتصاديةٍ مما زاد من إنتشارِهـ بين بعض القبائل والمجموعاتِ السكانيةِ الأمرَ الذي يجعلُ مهمةَ نزعِ هذه الأسلحة والسيطرةِ عليها عملاً غايةً في الصعوبة، والسودانُ يدركُ أكثرَ من غيره مدى خطورة هذه الظاهرة وضرورة إستئصالها عبرَ تعاونٍ إقليميٍ ودوليِ.
السيد الرئيس :
أود أن أؤكدَ أن السودانَ يتعاطى مع موضوعِ إصلاحِ مجلسِ الأمن في إطارِ الموقفِ الأفريقي الموحد . وينبني موقفُ السودان من عملية التفاوضِ الحكومي غير الرسمي حول الإصلاح على ضرورةِ التأكيدِ على أهميةِ ومركزيةِ موضوع إصلاحِ مجلس الأمن وضرورةُ أن يكونَ الإصلاحُ شاملاً بحيث يُخاطب كذلك إجراءات وطرائق ومناهـــج عمل مجلس الأمن على نحوٍ يُعالجُ سلبيــات المُمارسة والتجربــة الراهنــة للمجلس التي برزت في الصياغةِ الأُُحاديةِ وهيمنةَ حَملةُ الأقلامِ على الدولِ المُدرجةُ في أجندة مجلس الأمن.
السيد الرئيس :
ختاماً أرجو أن أتقدمَ بالشكرِ والتقديرِ لكافةِ الدول الشقيقة والصديقة التي ظلت عوناً وسنداً لبلادنا في أصعبِ الظروف وندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والأصدقاء لمزيدٍ من التضامنِ مع بلادِنا في هذه المرحلة .
شكراً السيد الرئيس
تعليقات
إرسال تعليق