03 أغسطس 2022
غادرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي جزيرة #تايوان، بعد زيارة اعتبرتها #الصين "استفزازية" وتعدّياً على السيادة الصينية.
تُعتبر بيلوسي أرفع مسؤول في الولايات المتحدة يزور تايوان منذ 25 عاماً، وتقول إن الهدف من زيارتها هو إثبات أن #أمريكا لن تتخلى عن التزامها تجاه تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، وأنها فخورة بهذه الصداقة الدائمة.
تداعيات أولية
الصين أعلنت عن إجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية حول الجزيرة رداً على زيارة بيلوسي.
وفي الأسبوع الماضي كان الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر مكالمة هاتفية بأن "كل من يلعب بالنار سيحترق" في إشارة إلى تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها. ثم أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان يوم الإثنين إن جيش التحرير الشعبي الصيني "لن يقف مكتوف الأيدي" إزاء هذه الزيارة.
اليوم الأربعاء قالت تايوان إن 27 طائرة حربية صينية دخلت مجال الدفاع الجوي لتايوان.
وردَّت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، بأن بلادها "لن تتراجع" وأنها ستواجه التهديدات العسكرية المتصاعدة بشكل متعمد، حد تعبيرها.
كان وزير الخارجية الصيني اليوم الأربعاء قد توعَّد بـ"معاقبة من يسيء إلى #بكين والرد على هذه المهزلة الخالصة والانتهاك الأمريكي لسيادة الصين تحت ستار ما يسمى بالديمقراطية" حد تعبيره، بعد أن تم استدعاء السفير الأمريكي لدى بكين.
و"يمكن أن تشتعل مواجهة" كما تقول صحيفة واشنطن بوست، وتعتقد الإدارة الأمريكية أن الرد الصيني قد يكون على مراحل وليس بشكل أساسي في المجال العسكري، وهو ما يمكن أن يغير العلاقة بين البلدين إلى الأبد ويعرّض تايوان لألم اقتصادي طويل الأمد.
فبكين قد تستهدف اقتصاد تايوان بشكل مباشر، وكانت أولى بوادر هذا الاستهداف بإعلان الصين -قبل هبوط بيلوسي إلى تايوان- عن فرض حظر على أكثر من 100 سلعة تصدير تايوانية.
وعلى الأرجح قد تجري الصين تغييرات في موقفها العسكري تجاه تايوان بسبب هذه الزيارة، مما يوسع التفوق العسكري الصيني عبر "مضيق تايوان"، ويمكن أن تكثف الصين هجماتها أيضاً على الإنترنت وحرب المعلومات على تايوان في مجالات الحرب السيبرانية والمعلوماتية، وذلك بعد أن أغلقت الصين أمس الثلاثاء تطبيق التواصل الاجتماعي "ويبو" في تايوان.
وكانت رحلة بيلوسي إلى تايوان قد أثارت القلق في الأسواق المالية العالمية، وانخفضت الأسهم التايوانية مع ارتفاع الين الياباني وسندات الخزانة كملاذات عالمية.
وتزامناً مع تلك الزيارة انخفض مؤشر الأسهم التايوانية بنسبة 2.1% بينما لامست العملة اليابانية أعلى مستوى لها في شهرين، أما عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فقد انخفضت لليوم الخامس مقتربة من 2.5% وهو مستوى شوهد لآخر مرة في أبريل الماضي.
واليوم تراجعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة قبل صدور بيانات رئيسية عن نمو الأعمال بمنطقة اليورو، فيما تترقب الأسواق الأوسع التداعيات المحتملة للزيارة.
وينتظر المستثمرون بيانات مهمة عن نمو الأعمال والخدمات في منطقة اليورو، وذلك لقياس الوضع الاقتصادي للقارة وسط مخاوف من حدوث ركود اقتصادي.
الحرب تبدأ من مضيق تايوان
منذ انفصال الصين الشيوعية وتايوان في نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، أصبح المضيق الذي يفصل بينهما بمثابة نقطة توتر جيوسياسية.
والمضيق الذي لا يتجاوز عرضه 130 كلم في أضيق نقاطه، هو قناة شحن دولية رئيسية وهو كل ما يفصل بين تايوان ذاتية الحكم وجارتها العملاقة.
مساء أمس الثلاثاء، عَبَرت مقاتلات صينية مضيق تايوان من طراز Su-35، وقالت الصين إن مناوراتها العسكرية في محيط مضيق تايوان "ضرورية ومشروعة لتوفير حماية حازمة للسيادة الوطنية".
وأعلنت الصين مناطق حظر حول المناطق المستهدفة، مما أدى إلى تعطيل الملاحة والحركة الجوية.
وتم انتقاد الصين على مناوراتها العسكرية في المنطقة، وبالأخص من #اليابان التي قالت إن بعض هذه التحركات العسكرية الصينية سيجري داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية اليابانية، فيما أعلنت تايوان عن استعداد جيشها للرد في حال وقوع أي هجوم.
ورغم أن الولايات المتحدة ألغت معاهدة الدفاع المشترك مع تايوان في عام 1979، إلا أنه يجب على الصين أن تدرس احتمالية انجرار الجيش الأمريكي، فقد قال بايدن في مايو 2022 إن واشنطن ستدافع عن تايوان في حال أي هجوم من الصين، لكن البيت الأبيض أوضح لاحقاً أنه كان يعني أن #واشنطن ستدافع عن تايوان عبر توفير الأسلحة العسكرية بما يتماشى مع الاتفاقات القائمة.
اقتصاد تحت التوتر
تُعتبر الصين أكبر شريك تجاري لتايوان، وقد ارتفع التبادل التجاري بينهما في 2021 بنسبة 26% لتصل إلى 328 مليار دولار، وبإمكان الصين الاستفادة من هذه الميزة من خلال معاقبة المصدّرين أو مقاطعة بعض السلع التايوانية أو تقييد التجارة الثنائية.
وتم بالفعل حظر استيراد المواد الغذائية من أكثر من 100 مورّد تايواني، في حين طالبت وسائل الإعلام الصينية الحكومة بالتعامل بحذر لأن الصين بحاجة إلى أشباه الموصلات التايوانية.
وعلّقت الجمارك الصينية، اليوم الأربعاء، استيراد بعض أنواع الفاكهة والأسماك من تايوان وتصدير الرمال الطبيعية إلى الجزيرة، وأكدت أنها رصدت "مراراً" نوعاً من الطفيليات الضارة على ثمار الحمضيات وسجلت مستويات مفرطة من مبيدات الحشرات.
ويأتي التعليق بعد أن حظرت الصين أكثر من 2000 من الواردات الغذائية التايوانية الفردية، والتي تتراوح من المنتجات الطازجة إلى الأطعمة المصنعة مثل أغذية الأطفال والحلوى والمعجنات.
كما أعلنت وزارة التجارة الصينية تعليق تصدير الرمال الطبيعية إلى تايوان، وهي الرمال التي تُستخدم في صناعة البيتون والأسفلت، وتعتمد تايوان بشكل كبير على الصين في توريدها.
وفرضت بكين أيضاً عقوبات على عدد من القادة التايوانيين، بما في ذلك حظر السفر إلى البر الرئيسي، وقد يواجه المزيد من المسؤولين إجراءات مماثلة، لكن لن يكون لها تأثير يُذكر حيث من غير المرجح أن يسافر السياسيون التايوانيون إلى البر الرئيسي أو القيام بأعمال هناك، وفقاً لوكالة بلومبيرغ.
ويمكن للصين أيضاً تعطيل الشحن في مضيق تايوان، وهو طريق تجاري عالمي رئيسي، إذ قال المسؤولون العسكريون الصينيون في الأشهر الأخيرة لنظرائهم الأمريكيين إن المضيق ليس مياهاً دولية، ومع ذلك، فإن بلومبيرغ تشير إلى أن التحركات التي تعيق الشحن التجاري لن تؤدي إلا إلى إضرار بالاقتصاد الصيني.
تعليقات
إرسال تعليق