كشفت حادثة القبض على كمية من الذهب داخل هليكوبتر بولاية نهر النيل ظهر اليوم عن أكبر عملية إحتيال بأوراق رسمية، كما كشفت عن تورط "المافيا" الروسية بالإتفاق مع جهات نظامية في نهب ثروات البلاد.
وكشف لنا مصدر أمني مطلع بان الذهب الذي تم القبض عليه ظهر اليوم بولاية نهر النيل " تم شكلياً بإجراءات رسمية ولكنه عملياً نهب منظم لثروات البلاد".
وأوضح المصدر ان القبض على الذهب داخل الطائرة كشف عن ما هو أكبر من تصدير الذهب، قائلاً انه عندما تم إخراج الذهب من الطائرة كان في حالة سباكة (مسبوك)، مضيفاً: (هذه جريمة أخرى، تأتي الشركات بالذهب من مناطق التعدين على شكل "خام" لكي تتم عملية سباكته في المسبك المركزي بالخرطوم، ومن ثم يمنح معيار ورقم ويصبح جاهزا للتصدير، ولكن هذا الذهب كان مسبوكاً في مكانه ومُعد للتصدير).
وأضاف هذا يؤكد بان هناك "مسبك" بولاية نهر النيل تم إدخاله البلاد بطريقة غير قانونية، "مسبك" آخر بخلاف المسبك المركزي الوحيد في البلاد والمعتمد، والذي يقع مقره بالقرب من الإمدادات الطبية في الخرطوم".
وكشف المصدر بان شحنة الذهب تابعة لشركة (مناجم) وهي شركة مغربية تعمل في مجال التنقيب عن الذهب مُنحت مربع تنقيب بولاية نهر النيل، مؤكداً بان للشركة شريك سوداني، كاشفاً بان الشريك هو عبدالرحمن علي الحاج الشهير بـ "عبدالرحمن حجار" الذي يعمل مستشار بالسفارة السودانية في روسيا ومدير لمكتب التصنيع الحربي في موسكو وبيلاروسيا، والمتورط الرئيسي بفضيحة الـ (7) مليار دولار المنهوبة من أموال الشعب السوداني، بمشاركة متنفذين من النظام السابق، منهم الفريق عيسى إدريس، الملحق العسكري السابق بروسيا، وعضو اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الحالي.
وقال ان الشركة المغربية تسيطر على القرار بوزارة المعادن بواسطة شريكها عبدالرحمن حجار، ومعه بعض المتنفذين الذين استقطبتهم مثل "صابر محمد الحسن" محافظ بنك السودان السابق، الذي يشغل منصب مستشار لشركة "مناجم" في الخرطوم.
وأكد المصدر ان الهليكوبتر الناقلة للذهب تتبع لشركة (هليجتك اير) المملوكة لـ "عبدالرحمن حجار" نفسه مع شريك روسي يُدعى "فيكتور فاسيلي" وهو من أقطاب المافيا الروسية، يدير عدة شركات تتعامل بغسيل الأموال.
وقال المصدر ان شركة "هليجتك اير" مسجلة ورقياً كشراكة بين شركة (صافات) وشركة (الأميال)، ولكن المالك الفعلي هو "حجار" وشريكه الروسي، ويديرها لهم في الخرطوم "محمد علي الحاج" شقيق عبد الرحمن علي الحاج "حجار".
وكشف المصدر ان حجار وبحكم تعيينه من الرئيس المعزول كمدير لمكتب التصنيع الحربي في العاصمة الروسية قام بإدخال الكثير من المعدات على أساس انها معدات عسكرية تابعة للتصنيع الحربي حتى يتهرب من الضرائب.
وقال المصدر "ربما أدخل حجار وشريكه الروسي مسبك الذهب لولاية نهر النيل على أساس انه معدات عسكرية".
وأضاف المصدر: " يستغل حجار اسم التصنيع الحربي في كل عملياته القذرة ، وايضاً في إبتزاز المسؤولين ببنك أمدرمان الوطني للحصول على القروض التي لا يرجعها".
ووصف المصدر مؤسسة التصنيع الحربي كأكبر وكر للفساد قائلاً: " لا يمكن محاربة الفساد والإرهاب وكتائب الظل والدولة العميقة دون محاربة فساد مؤسسة التصنيع الحربي"، ووصفها بانها تقف خلف كل العمليات المشبوهة بواسطة الأموال التي تجنيها من الفساد وغسيل الأموال وتجارة العملة.
تعليقات
إرسال تعليق