وقالت صحيفة سودان تريبيون، نقلاً عن مصادر في الجيش، إن ضباطا إسلاميين مرتبطين بالرئيس السابق شاركوا في الانقلاب. وبحسب الصحيفة، فإن عبد الباقي بكراوي موجود في القاهرة منذ عدة أشهر، حيث خطط لعملية الاستيلاء على السلطة مع الإسلاميين السودانيين المقيمين هناك.
على الرغم من أن لـ "المؤتمر الوطني السوداني" و"الإخوان المسلمين" جذورا مشتركة، فإن ذلك لم يمنع الرئيس السابق من بناء سياسته الخاصة، بما في ذلك الاعتماد في أوقات مختلفة على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، خصمي هذه الجماعة العنيدين. من جانبها، سعت السلطات الجديدة في الخرطوم مؤخرا إلى تطبيع العلاقات مع تركيا وقطر، القريبتين أيديولوجيا من جماعة الإخوان المسلمين.
ومع ذلك، فإن دوافع الانقلاب يمكن أن تكون أبسط من ذلك بكثير. على ما يبدو، هناك انقسام عميق في النخبة الحاكمة في السودان. وبحسب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، كانت محاولة الانقلاب آخر مظاهر الأزمة الوطنية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخلافات تتجلى ليس فقط داخل الدولة، إنما وفي علاقاتها الخارجية. فليس من قبيل المصادفة يتكرر الحديث عن مراجعة بنود الاتفاقية مع روسيا بشأن إنشاء مركز دعم لوجستي للبحرية الروسية على البحر الأحمر.
وفي الصدد، قال الأستاذ المساعد في كلية التاريخ بجامعة العلوم الإنسانية الحكومية الروسية، سيرغي سيريغيتشيف، لـ "كوميرسانت": "فشل هذا الانقلاب، على ما يبدو بسبب سوء الإعداد. يقوم الجيش والشرطة والمخابرات بالحماية من (خطر) الإخوان المسلمين تحت إشراف الأجهزة المصرية منذ العام 2019. لكن هذا لا يعني أنه لن تكون هناك محاولات انقلابية أخرى". وبحسبه، فإن الوضع قابل للتفجر بسبب رغبة الحكومة في تسليم الرئيس البشير ورفاقه إلى لاهاي. وفي الوقت نفسه، فإن جميع اللاعبين داخل السودان يراقبون عن كثب ردة فعل الولايات المتحدة ويتساءلون "على من يمكن الرهان في المستقبل؟".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
تعليقات
إرسال تعليق